شهدت المحافظات الشرقية لليمن خلال الأيام الماضية حالة جوية مطرية تدفقت على إثرها السيول والفيضانات مخلفة خسائر هائلة في الأرواح والبنية التحتية وسبل عيش المواطنين.
وتأتي الحالة الجوية ضمن ظواهر التغيرات المناخية المتطرفة التي تشهدها اليمن وبلدان عديدة حول العالم، لنتضيف أعباء أخرى على السكان إلى جانب آثار الصراع الذي دخل عامه العاشر.
ووفقاً للرصد الميداني الذي أجراه ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية وبيانات السلطات المحلية أسفرت الحالة الجوية عن وفاة شخصين ودمار هائل في الطرقات، وجرف الأراضي الزراعية ونفوق مئات الرؤس من الأغنام إضافة إلى تضرر منازل مواطنين وفقدان لممتلكاتهم، وقد تركزت الأضرار في مديريات المكلا، حجر، تريم، القطن، ساه، السوم، العبر، غيل باوزير والريدة وقصيعر، بمحافظة حضرموت، ومديريات الغيضة، وقشن وشحن وحوف.
للحد من آثار الكارثة بادر ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية بتمويل من مركز الملك للإغاثة والأعمال الإنسانية وبالتنسيق مع كتلة الإيواء والسلطات المحلية بتوزيع مساعدات عاجلة لإنقاذ الأرواح والحد من معاناة المتضررين جراء السيول والفيضانات. وشملت المساعدات توزيع 276 خيمة، و1000 حقيبة إيوائية استفاد منها نحو 6000 فرد من المتضررين في محافظات حضرموت، المهرة، الجوف، مأرب، شبوة.
محمد باحسين ذو الـ 40 عاماً أحد المتضررين جراء الكارثة، نجى بنفسه وأسرته حين غادر منزله الذي تهاوى بعد دقائق فقط جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقته في ضواحي مدينة المكلا.
لم تتسبب السيول في هدم منزل محمد فقط، بل امتدت لتجرف مزرعته مصدر دخله الوحيد لإعالة أسرته، ليبدأ حياة جديدة أكثر معاناة.
حصل محمد على مساعدات إيوائية من خيام وحقيبة إيوائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة عبر ائتلاف الخير للإغاثة مكنته من إيواء أسرته ومواصلة حياته بدلا من العيش في العراء.
من شأن المساعدات العاجلة إحداث فرقًا هائلاً في حياة الأسر المتضررة ومساعدتهم على مواجهة آثار الكارثة، لكن المضي قدمًا في تطبيع حياتهم من جديد بحاجة إلى المزيد من تدخلات سبل العيش ودعم التعافي.
ومحافظتا حضرموت والمهرة في أقصى شرق اليمن تعد من أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات المناخية حيث شهدتا خلال الـ 10 السنوات الأخير نحو 12 إعصارًا ومنخفضًا جوياً أثرا بشكل كبير على حياة السكان وسبل العيش.