"هذه المساعدات أعادت لنا الحياة والأمل من جديد" تقول سلومة سلوم من محافظة المهرة. بالنسبة للحاجة سلومة التي تقطن في أدغال وادي المسيلة بمحافظة المهرة، فإن الحصول على ما يكفيها وأسرتها من الغذاء فضلا عن أن يكون مجانيا، كان ضربا من الخيال.
بعد قطع نحو 5 ساعات من الطرق الوعرة وصلنا إلى منطقة دحسويس بمديرية المسيلة حيث تعيش الحاجة سلومة وعشرات الأسر في مواجهة صنوف من المعاناة، بدءا من الطرق الوعرة وليس انتهاء بافتقار المنطقة لأدنى الخدمات الصحية والتعليمية. تقول الحاجة سلومة "وادي المسيلة معروف بوعورته، نستغرق من أسفل الوادي إلى أعلاه سبع ساعات بسيارة ذات دفع رباعي، وفي أوقات السيول تنقطع الطريق لمدة 15 يوم إلى شهر، هذا الأمر يفاقم معاناتنا في نقل المواد الغذائية".
تضيف الحاجة سلومة وتعابير المعاناة بادية على وجهها "إذا مرض أحد أفراد الأسرة فهذه معاناة لا تتخيلوها، لا توجد عندنا مستشفى، والمرفق الصحي بالمنطقة يفتقر لأبسط الأدوية، فنضطر نقطع كل هذه الطريق التي يتخللها ٦٥ قطع مائي وهذا ما يزيد من تردي حالة المريض".
في اليمن حيث يحتاج نحو 80% من السكان لشكل من أشكال المساعدات الإنسانية، تكافح الأسر لتوفير أدنى احتياجاتها من الغذاء الذي عزّ الحصول عليه بعد انهيار أسعار العملة وتدهور الوضع الاقتصادي، وندرة فرص العمل وسبل العيش.
تعيش الحاجة سلومة على ما تجنيه من تربية المواشي لتوفير احتياجات أسرتها المكونة من 8 أفراد، لكن ارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء انهيار العملة، وتكاليف النقل الباهظة أثقل كاهلها. تستذكر الحاجة سلومة معاناتها في السابق والعبرة تكاد تخنقها "اضطررنا في بعض الأوقات أن نأكل وجبه أو وجبتين فقط في اليوم، نحنا لسنا بحاجة إلى أموال، نحتاج فقط إلى الغذاء، لأنه إذا استطعت أن تأكل وتسد حاجتك من الغذاء تستطيع أن تعمل وتوفر مصاريف بقية الاحتياجات".
تحصل الحاجة سلومة منذ أكثر من عامين على مساعدات غذائية شهرية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي عبر الشريك المنفذ ائتلاف الخير للإغاثة، الأمر الذي غير حياتها للأفضل. "هذه المواد أعطت لنا الكثير من الأمل، شهريا نحصل على سكر وزيت ودقيق وملح وبقوليات وأرز، هذه المواد تسد حاجتنا من الغذاء" تقول سلومة، التي عبرت عن أمنيتها في استمرار هذه المساعدات.
الحاجة سلومة واحدة من بين 36,327 أسرة في محافظتي حضرموت والمهرة تحصل على مساعدات غذائية شهرية من برنامج الأغذية العالمي WFP عبر ائتلاف الخير للإغاثة.