تابعنا :
English

فصول بديلة.. حتى لا ينطفئ نور التعليم

2025-02-17

في مديرية ميدي بمحافظة حجة تبرز أحد كوارث الحرب التي ألقت بظلالها على مختلف نواحي الحياة، هناك وبينما هدأت نيران الحرب، عادت الأسر النازحة إلى منازلها، لكن هذه الفرحة لم تكتمل بعدما وجد الأطفال معظم مدارسهم التي احتضنت أحلامهم قد دمرت ولم تعد سوى أطلال.

مدرسة علي بن أبي طالب بمنطقة بني فايد أحد هذه المدارس التي تسببت المواجهات العسكرية في تدميرها بالكامل، لكن وسط هذا الدمار، رفض الأطفال التوقف عن مواصلة حلمهم وحقهم في التعلم رغم كل التحديات، كما رفض المعلمون التوقف عن أداء رسالتهم.

 

يقول الأستاذ حسن مصبح وكيل المدرسة "عندما عدنا إلى المدرسة لإعادة العملية التعليمية لم نجد شيء صالح للتعليم، المبنى مدمر، المنهج لا يوجد، الأثاث لا يوجد، لكننا لم نقف مكتوفي الأيدي فقمنا ببناء فصول من القش وتحت الأشجار لضمان استمرار التعليم".

لسنوات تابع الطلاب تعليمهم في هذه الفصول البدائية، التي لا تقي حرارة الشمس والغبار ومياه الأمطار " لم يكن هناك ما يساعد العملية التعليمية أو يهيئ الطلاب لتلقي الدروس لائق" يقول مصبح.
أدى الصراع إلى تأثير عميق على البيئة التعليمية للأطفال في اليمن. في جميع أنحاء البلاد، تعرضت 2,426 مدرسة لأضرار جزئية أو كلية أو أصبحت غير صالحة للاستخدام. وفقا لمنظمة اليونسيف.

بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وفر ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية 95 فصلًا دراسيًا من بينها 30 فصلا دراسياً بمحافظة حجة، تتضمن هذه الفصول الأثاث، المرواح، السبورات، الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توزيع الحقيبة والزي المدرسي، والمنهج الدراسي، لتعزيز وصول الأطفال إلى التعليم في المناطق الأكثر تضررًا من الصراع.

"هذه الفصول أحدثت نقلة نوعية للعلمية التعليمية، الطلاب ارتفعت معنوياتهم بشكل ملحوظ، وأصبحوا قادرين على أداء واجباتهم الدراسية براحة تامة"، يقول وكيل المدرسة حسن مصبح.

يعبر الطالب وسيم أحمد 13 عاماً والذي يدرس في الصف السادس أساسي عن فرحته بالفصول بالقول " كنا نفترش التراب، وندرس تحت حرارة مرتفعة ولا توجد لدينا أدوات مدرسية، لكن الآن افتتحت شهيتنا للتعليم، بعد انتقالنا للفصول الجديدة والحصول على الحقيبة المدرسية".

لم يقتصر تأثير التأثير الإيجابي للفصول على الطلاب فقط، المعلمون هم الآخرين أصبح لديهم دافع وحافز أكبر لأداء الحصص الدراسية بشكل أفضل بفضل الجو الملائم للعملية التعليمية، ما أسهم في عودة كثير من الطلاب إلى مقاعد الدراسة.

إلى جانب محافظة حجة وفر المشروع فرص تعليمية لـ 1900 طالب في محافظات "حضرموت، أبين، لحج" من خلال توفير الفصول البديلة وتوزيع الحقيبة والزي المدرسي.